تحدثنا في المقال السابق عن دولة السلاجقة وقولنا عن نهايتها بعد وفاة ارطق أحد قواد توتش بن ألب أرسلان وحاكم فلسطين تولي أولاده سقمان والغازي وكانوا علي نفس الدرجة من الورع مثل أبيهما وانتهى حكمهما باحتلال جديد وهو الاحتلال الصليبي وكان هذا عام ٤٩٢ ه
بدأ تدخل الصليبيين في فلسطين عندما طلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيس كومنين النجدة من البابا أوربن الثاني بسبب تزايد نفوذ السلاجقة وتزايد انتصارتهم علي الدولة البيزنطية وكان ألكسيس كومنين لا يريد احتلال الصلبيين ولكن كان يريد بعض الجنود المرتزقة لكن البابا أراد أن تكون فلسطين من أملاك الصليبيين
خروج الفلاحين والبسطاء والفقراء
بعد تفكير البابا أوربان الثاني عقد مؤتمر في إيطاليا ليناقش فيه الخروج للحرب واستطاع أن يؤثر علي من حضر فوافقوا علي الخروج دون تفكير وكان يوجد في فرنسا كثير من الناس غير المدربين علي القتال ولكنهم يعانون من مجاعات وكانو من الفلاحين والبسطاء والفقراء من شدة تمحسهم وفقرهم ق.رروا الخروج قبل تجمع الجيوش النظامية والتوجه إلي فلسطين يتزعمهم بطرس الناسك وولتر المفلس وتحركو مشيا على الاقدام من فرنسا حتي القسطنطينية ويعبرو من خلال القسطنطينية إلي أسيا الصغري "تركيا حالياً " وفي طريقهم هذا ارتكبو الفظائع والمذابح من أشهرها مذبحة سملين في المجر وشعب سملين نصاري بالكامل لكنهم يخالفوهم في المذهب فقتل ٤ألالف في هذه المدينة طمعا في أملاكهم وأموالهم وعندما وصلو الي القسطنطينية فعلو الفواحش فيها واعتدو علي أهلها من النصاري وبعد ذلك نقلهم الإمبراطور ألكسيس كومنين الي الأناضول واوصاهم الا يقاتلو أحد وأن ينتظرو مجئ الجيوش النظامية لكنهم لم يطيعوه والتقو بالسلاجقة في منطقة الأناضول وكانو هؤلاء البسطاء مائة ألف وفي رواية ثلاثمائة ألف فسحقوا من جيش السلاجقة ولم ينج منهم سوي ثلاثة ألف .
تكون الجيوش النظامية وتحركها
وفيما يخص الجيوش النظامية فقد جمع الباب أوربان الثاني خمس جيوش من اوروبا تجمعوا في فرنسا وتحركو معا في بعض الرويات تقول أن عدد هذه الجيوش مليون فرد وكانو متحركين بنسائهم وأطفالهم وهذا إن دل فإنما يدل على أنهم ذاهبون لاحتلال لا لحرب وعودة وساروا حتي وصلوا إلى القسطنطينية أما عن حال المسلمين في هذا الوقت فقد كانوا متفرقين منذ وفاة شاه بن ألب أرسلان وانتشرت بينهم الحروب لدرجة انه كان يحارب الاخوة بعضه بعضاً وذلك مثل حرب دوقاق بن تتوش الوالي علي دمشق ورضوان بن تتوش الوالي علي حلب وهذه التفرقة سهلت دخول الصليبيين وعندما نزلوا نزلوا علي أسيا الصغري وهي تركيا حاليا وكانت في ذلك الوقت تشهد حربا بين قلچ أرسلان السلجوقي وبين غازي بن الدانشمنت التركي المسلم وفي ظل هذه الحروب دخل الصلبيين بلاد المسلمين بدون أي مقاومة
أما عن ماذا فعل الصلبيين في بلاد المسلمين وبيت المقدس هذا ماسنعرفه في المقال القادم
إستمر وبالتوفيق يارب
ردحذف