-->

مكتشف أراح أمم من الألم ولكنه لم يقدر بأي جائزة

(وليم مورتون)
( ۱۸۹۸ - ۱۸۱۹)
ربما كان هذا الاسم غريباً على آذان الناس ، ولكن هذا الرجل كان أعمق أثر)
من كثيرين من المشاهير . لأن هذا الرجل هو المسئول الأول عن إدخال التخدير  في العمليات الجراحية .
فلم يحدث في التاريخ إلا قليلا ، أن لقي اكتشاف من الضجة والأثر العميق ،
كما  لقى التخدير . إنه لشي رهيب حقا أن يظل المريض مفتوح العينين أثناء إجراء
عملية جراحية له . فالطبيب بفتح بطنه وينشر عظامه ، والمريض بشعر بذلك
كله ويصرخ، ولذلك فوضع نهاية لهذا العذاب شي يستحق عظم التقدير .
ولد مورتون سنة ۱۸۱۹ في مدينة شارلتون بولاية ماساشوستش بأمريكا ،
وقد درس جراحة الأسنان ، ومارس جراحة الأسنان . وشارك أحد الأطباء
في الاهتمام بالتخدير ، ولكن هذه المشاركة لم تسفر عن شي . وفي السنوات التالية اهتدي د. ولز إلى استخدام  الغاز المضحك ، في تخدير
الأسنان . ونجح في ذلك . ولسوء حظه فقد فشل في عرض تجاربه أمام الأطباء .
وكان نخصص مورتون هو تركيب الأسنان الجديدة . ولكي ينجح في ذلك لابد
من خلع جذور الأسنان والضروس القديمة . وكان ذلك عملا اليما جداً . وأدرك
مورتون أن  الغاز المضحك ، ليس وسيلة ناجحة في تخفيف آلام المرضى .
ولجأ إلى استخدام الأتير، وقد اكتشف الأطباء ، قبله بثلاثة قرون أن الأتير
قادر على التخدير . وقد اكتشف ذلك طبيب سويسرى اسمه بارسلوس . ولكن
أحدا من الأطباء لم يكن قد استخدم الأثير في تخدير الأعضاء أثناء العمليات
الجراحية
واستخدم مورتون الأثر في العمليات الجراحية. استخدمه أولا" في إجراء
جراحه لكلبه . ثم استخدم الأثر في خلع أسنانه هو . ثم أتيحت له الفرصة
في 31 سبتمبر سنة 1846 عندما استخدمه عند جراحة واحد من مرضاه .
جاءه مريض بشكو من آلام شديدة في أسنانه وأبدى استعداده لتحمل أي نوع
من الألم شريطة أن يتخلص من أسنانه التي ترجعه . فعرض عليه مورنون مادة
الأتير وأخبره أنه سوف يستخدمها في خلع أسنانه . ووافق المريض . ولما أفاق
الرجل بعد التخدير أعلن لمورتون أنه لم يشعر بأدنى ألم .
وأجرى مورتون عمليات جراحية عديدة أمام الأطباء ونشرت الصحف
هذا الاكتشاف العظم ودارت معارك هائلة بين الأطباء : أيهم صاحب الفضل
الأول في استخدام الأثر في تخفيف ويلات العمليات الجراحية ؟ واستخدم
الأطباء المادة الجديدة ولم يذكروا صاحبها ولا دفعوا له مكافأة عن ذلك ،
وأصيب دكتور مورتون باليأس والغم .. ومات فقيرا في سنة ۱۸۹۸ في مدينة
نيويورك . وكان لم يبلغ التاسعة والأربعين من عمره !.
ولا جدال اليوم على أهمية التخدير في كل العمليات الجراحية ، ولكن السؤال
هو : إلى أي حد يرجع الفضل في اكتشاف أهمية الأثير في التخدير وبالتالي
أهمية د. مورتون نفسه وتفوقه على الأطباء الآخرين ؟
من المؤكد أن مورتون بوم أجرى عمليته الشهيرة في أكتوبر ١٨٤۱ قد قام
بتحويل مجرى تاريخ الطب والجراحة . وليس أدل على دور مورتون من العبارات
المنقوشة على قبره :
وليام مورتون مخترع و مكتشف التخدير عن طريق التنفس ، مما أدى إلى
تخفيف الألم عند إجراء العمليات الجراحية . وكانت الجراحة قبله عذاباً ، ولكن
بعده أصبح العلم قادرا على التحكم في الألم وعلى القضاء عليه


TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *