-->

مَجْزَأَةُ بْنُ ثَوْرٍ السَّدُوسِيُّ وحرب المسلمون مع الأهواز



في قصة هذا العظيم من الصحابة الذي من الممكن ان لا يكون قد وصل الي مسمع الكثير اسمه حتي
سنحكي ايضا معه قصة حرب المسلمون مع الاهواز و (الهُرمِزان )
بداية
بعد ما انتهي المسلمون من معركة القادسية التي قد سجلو فيها نصر عظيم بفضل ربهم وشجاعتهم واصرارهم
ويتشوقون الي معركة اخري تكون اختا للقادسيه منتظرين امر الخليفة عمر بن الخطاب
وجاءالأمر أن يواصلو الجهاد لاقتلاع العرش الكسروي من جزوره فكان الامر لقائد هذا الجيش وهو أبو موسي الاشعري بان يمضي بالعسكر نحو الكوفة والالتقاء مع الجنود القادمين من البصرة ليتجهو معا الي الاهواز للقضاء علي الهرمزان وتحرير مدينة "تستر" وقد جاء في الامر لأبي موسي من الخليفة الثاني بأن يصطحب معه الفارس "مجزأة " سيد بني بكر واميرهم المطاع
ولقد نفذ الامر ابو موسي وفي طريقهم ما زالو يحررون المدن ويفر امامهم الهرمزان حتي بلغ جيش المسلمين  مدينة تستر والتي احتمي بها جيش الاهواز ..

تعريف بتلك المدينة
كانت مدينة تستر عريقة ضاربة في اعماق التاريخ مبنية علي مرتفع من الارض
" علي شكل فرس يسقيها نهر كبير وهو نهر (دجيل) "
فوقها منهل ماء له حوض ونوافير او علي اشكال حيوانات يخرج من افواهها الماء بناه الملك 'سابور' ليرفع اليها ماء النهر من خلال الانفاق التي حفرها تحت الارض
وهذا المنهل وانفاقه عجيبه من عجائب البناء حيث بني السور بحجارة ضخمة ودُعِّمَ بأعمدة حديديه صلبه
 وبلط هو وانفاقه بالرصاص
حول مدينة تستر سور كبير عال يحيط بها كلها
يقال انه اول واعظم سور بني علي ظهر الارض
ثم حفر خندقا عظيما حول السور يتعذر اجتيازه وحشد وراءه خيرة جنود فارس

لك ان تتخيل صعوبة هذه المعركة علي المسلمين وما يسببه من عوائق لهم هذا السور وتلك المدينه

عسكرت جيوش المسلمين حول مدينة تستر وظلت ثمانية عشر شهراً لا يستطيعون اجتيازه وفي تلك الآونه خاض جيش المسلمين مع الفرس ثمانين معركة فقط مع جيش الفرس امام حصن المدينة
لك ان تتخيل تسعةٌ وسبعون معركة ولا يستطيعون اجتياز هذا الجيش وكانت قبل كل معركة يخرج فارس باسل من المسلمين واخر من الفرس  يتبارزون ولقد كان البطل المغوار من المسلمين الذي قتل 100 فارس باسل مبارزة فقط فما بالك بما قتلهم في وسط المعارك الثمانين لقد كان مجزأة ذلك الفارس الذي كان اسمه يلمع وسط الاعداء حيث ابلي بلاءً أذهل العقول وادهش الجميع واسمه اصبح يثير الرعب وسط صفوف الفرس  والعزة للمسلمين
وبذلك عرفو لماذا اصر عمر بن الخطاب علي مجزأة خاصة في امره المرسل
وفي اخر المعارك الثمانين اجهز المسلمون علي الفرس حملة قوية مما جعلهم اخلو الجسور المنصوبه فوق الخندق ودخلو المدينة فرارا من المسلمين
واغلقو عليهم الابواب المنيعه
واصبح المسلمين بعد الصبر الطويل
ومع الحروب الكثيرة في حالٍ أسوء مما كانو عليها ومع اليأس من اقتحام هذا السور
 حيث كانو يمطرونهم بالسهام ولا يستطيع المسلمين اجتياز الحصن حيث كانو يدلون عليهم كلاليب من شدة حرارتها كانت متوهجه فاذا اراد احد التسلق الي السور حرقو جسده وبعد اشتداد الكرب عليهم اخذو يتضرعون الي خالقهم ويسالوه النصر والتمكين
وفي يوم ما في اقتراب الليل كان ابو موسي الاشعري قائد جيش المسلمين يتأمل هذا السور العظيم يائسا من اقتحامه سقط أمامه سهم قذف نحوه  من فوق السور لم يصبه
فنظر اليه فاذا به رساله ففتحها فاذا هي مكتوب فيها ....
 : لقد وثقت بكم معشر المسلمين واني استامنتكم علي نفسي ومالي واهلي ومن تبعني ولكم علي ان ادلكم علي منفذ تنفذون منه الي المدينة .
 فكتب ابو موسي امانا لصاحب السهم وقذفه اليه بالنشابه
 فوثق الرجل في امان المسلمين لما عرف عنهم في هذه العصور من الصدق والوفاء بالعهد وتسلل اليهم في جنح الظلام وافضي لابي موسي بحقيقة امره وقال انه من سادات القوم وان الهرمزان قتل اخاه الاكبر وتعدي علي ماله واهله ويضمر لي الشر في صدره حتي ما عدت امنه علي نفسي واولادي ..
 فآثرتكم عليه فأعطني إنسانا يتحلي بالشجاعة والجرأة والعقل ويكون ممن يتقنون السباحه حتي ارشده الطريق ...
 فاستدعي أبو موسي مجزأة بن ثور السدوسي وأسر إليه بالأمر علي أن يختار رجل تتوافر به هذه الصفات فقال مجزأة اجعلني ذلك الرجل أيها الامير
 وكَأنَّ أبو موسي كان ينتظرها منه فقال له علي بركة الله ثم أوصاه بأن يحفظ الطريق وأن يعرف موضع الباب وأن يحدد مكان الهرمزان وأن يتماسك اذا رآه ولا يحدث امرا غير ذلك
 فمضي مجزأة مع دليله الفارسي في جنح الظلام فأدخله في نفق تحت الارض يصل بين النهر والمدينه
 فكان النفق يتسع تارة فيجبره السباحة ويضيق اخري فيمشي علي قدميه  وكان شاقَّاً جداً إلي ان وصل الي اخر النفق ودخل المدينة والفارس ادله علي كل شيء ومكان الهرمزان فما لبث ان رآه حتي هم ان يقتله ولكنه تذكر وصية ابي موسي فكبح رغبته ثم عاد من حيث جاء
 وهو في هذه الرحله كان ابو موسي قد أعد ثلاثمائة من أشجع جند المسلمين قلبا وأجلدهم صبرا وأقدرهم علي العوم وأمَّرَ عليهم مجزأة بن ثور وجعل التكبير علامة علي اقتحام المدينه فأمر مجزأة رجاله بان يتخففو من ملابسهم حتي لا تحمل من الماء ما يثقلهم وحذرهم من أن يأخذو معهم غير سيوفهم وأوصاهم أن يشدوها علي أجسادهم تحت الثياب ومضي بهم في الثلث الاول من الليل
 ظل مجزأة وجنده البواسل نحوا من ساعتين يصارعون عقبات هذا النفق الخطير فيصرعونها مرة وتصرعهم اخري ونهاية وصلو الي المدينة وكان مع مجزأة ثلاثمائة من الجنود فوجد أن النفق قد ابتلع من رجاله مائتين وعشرين رجلا وأبقي له ثمانين
 ثمانين رجلا هل يقتحمون المدينة ام يعودون هل يستطيع اقتحام مدينة تستر بثمانين رجلا فقط الي ان يفتح الابواب للجيش  هل يطلب  من ابي موسي مدد ام ماذا سيفعل بثمانين رجلا نحو جيش باكمله
قرر بأن يخوض المعركة بالثمانين رجلا الي ان يتحدو مع جيش المسلمين واستطاعو بنصر الله ان يقتحمو الابواب وكان ابو موسي الاشعري مستعدا للدخول الي المدينة بالجيش لاقتحامها فما ان سمع صوت تكبيراتهم حتي اقتحم الابواب من الخارج واتحدو مع الجيش الصغير بالداخل وكان مجزأة يطارد الهرمزان فرآه وتحارب معه ثم  هرب عن نظره ولم يره وفي خضم المعركة رآه مرة اخري فانقض عليه وأسره فكان الهرمزان قائد الاهواز وملك الفرس من الاسري وانتهت المعركة بالنصر العظيم للمسلمين وبذلك كان المسلمين قد قضو علي الفرس وأخذ جيش المسلمين الهرمزان الي خليفتهم عمر بن الخطاب والبسوه تاجه وحليته في شكل مهين
وحملو لخليفتهم بشري النصر ولكنهم احضرو له ايضا عزاءهم الحار في فارسه الباسل الذي نال ما كان يتمني وهي الشهادة في سبيل الله مَجْزَأَةُ بْنُ ثَوْرٍ السَّدُوسِيُّ..

المصدر :- صور من حياة الصحابة لعبد الرحمن رافت 
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *