رمسيس الثاني هو فرعون موسى:
أيد هذا الرأي كثيرا من المؤرخين
وهذا يتفق مع حقيقة مكان معيشة بني إسرائيل في أرض جاسان وعاصمة رمسيس الثاني الجديدة في الشمال التي تتيح التقاط موسى من النهر كما تحقق تسخير بني إسرائيل في بناء مدينة رعمسيس وفيثوم المذكورتين في التوراة
ومن الأدلة التي تؤكد على ذلك أيضا
1- إدعاء رمسيس الثاني الألوهية
رمسيس الثاني كان أول الفراعنة الذين ادعوا الألوهية ونصبوا انفسهم مع آلهة الفراعنة مثل رع وآمون
رمسيس الثاني في قدس الأقداس في معبد أبي سمبل الكبير بين الآلهة بتاح و آمون و رع مساوياً لهم
قال كنت. ا. كتشن ”
انتشرت عبادة الفرعون رمسيس الثاني بداية من فئة الحرس والجنود حتى جميع فئات الشعب المختلفة”
ونلاحظ هنا أن بداية عبادة الفرعون رمسيس الثاني كانت من فئة الحرس والجنود وكان يرأسهما وزيره هامان بالطبع من هذا يمكننا أن نفهم الآية القرآنية: “إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين”
٢ - أوصاف فرعون موسى تتوافق مع رمسيس الثاني:
جاء في التفاسير أنه قد كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون وقالوا أنه لا يموت .. فألقي علي ساحل البحر حتى رآه بنو إسرائيل أحمر قصير كأنه ثور
وهناك روايات أخري كثيرة وصفت فرعون عندما رأوه بعد غرقه أنه كان أصلع و أخينس “أخينس تصغير لأخنس .. الخنس (ذو أنف مرتفع ومتأخر عن الوجه قليلا”
وهناك رواية لأبي بكر أنه قال : أخبرت أن فرعون كان أثرم “الثَّرَمُ، :انْكسارُ السِّنِّ من أصْلِها، أو سِنٍّ من الثَّنايا والرَّباعِياتِ”
وبهذا نستطيع ان نجمع صفات فرعون موسى كما وصفه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان قصير و أصلع ومرتفع الانف قليلاً ولديه كسور في أسنانه أو لديه سن منكسر.
وهذه أوصاف رمسيس الثاني
بمقارنة هذه الصفات بمومياء رمسيس الثاني الموجودة بالمتحف المصري نجد أن رأسه صلعاء مع وجود بعض الشعر على جانبي الرأس وخلفه وأن أنفه بارز قليلا ومرتفع عن الفم قليلاً.
كما أنه كانت هناك فحوص طبية أجريت علي مومياء رمسيس الثاني في فرنسا في أواخر السبعينيات في رحلة علاج مومياءه ذكر فيها د. سميث أن هناك كسورا بأسنانه وخراريج بها خاصة في أسنان مقدمة الفم كما أوضح الكشف بالأشعة السينية لفك وأسنان مومياء رمسيس الثاني الحالة السنية للفرعون عند وفاته.
وقد تبين وجود بؤر عظمية انتانية عند شيخ عمره حوالي 90 سنة مصاب بفقدان عادي عام ومتقدم لمنطقة الأضراس ولم يبين الكشف وجود أي علاج أسناني تستطيع أن توضحه الأشعة السينية.
3-يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني..
قال موسى “قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى”
قال ابن عباس عن يوم الزينة : أنه كان أول أيام سنتهم (نيروزهم) وكان يوم عاشوراء وكان يوم السبت ..
بالحساب الفلكي لهذا اليوم تم التوصل إلى أنه كان يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق. هـ وان هذا اليوم لم يتكرر في التاريخ المصري من قبل بمعنى أنه لم تتوافق أيام 1 توت مع 10 محرم مع يوم السبت في يوم واحد إلا في يوم 9 يوليو 1266 ق.م .. وعام 1266 ق.م يقع بالتأكيد في فترة حكم رمسيس الثاني في كل الاحتمالات حيث شهدت فترة حكمه ال67 سنة اختلافات بين المؤرخين (1302 :1235) و (1292 : 1225) و (1279 : 1212) ق.م وهذا الدليل لا ينطبق على أي فرعون أو أي ملك في العالم إلا على رمسيس الثاني وحده .
4 - غرق فرعون ..”اليوم ننجيك ببدنك”
يمكننا أن نقول أن من عرف بغرق الفرعون عدد محدود هم رجال البلاط والكهنة وإن تسرب النبأ إلى بعض العامة .
المهم أن الفرعون توفي كما توفي غيره من الفراعين الذين سبقوه وعلى العموم فقد بلغ من العمر أرذله . بلغ 90 عاما وحكم مصر 67 عاما ولذلك لم يستغرب الناس وفاته .
ولنعرف الآية المقصودة علينا أن نستكمل ما حل بهذا البدن الذي أنجاه الله
من المعروف أن مومياوات الفراعنة قد أعيد دفنها في خبيئة الدير البحري في عام 969 ق.م ولذلك لتضليل سارقي الآثار, وطمست الرمال مدخل القبر ونسي الأمر ومرت قرون .
وفي عام 1872 م عثر فلاح مصري هو وإخوته مصادفة على خبيئة الدير البحري وأخفوا اكتشافهم وظلوا يترددون على المقبرة سرا يأخذون منها ما خف وزنه وغلا ثمنه مثل الجواهر والحلي والأواني التي تحنط فيها الأحشاء وغيرها ويبيعونه ويقتسمون ثمنه . وكما يقال . إذا اختلف اللصوص ظهر المسروق .
فقد اختلف الاخوة وراح أحدهم الى قسم البوليس واعترف بالأمر بعد أن كانت قد مرت 10 سنوات على اكتشافهم له . وفي 6 يوليو 1881م ذهب مسئولون من هيئة الآثار المصرية ونزلوا إلى المقبرة وبواسطة 300 من العمال أمكنهم في مدة يومين نقل كل محتويات خبيئة الدير البحري من جميع مومياوات الفراعين وأثاث جنازي في باخرة إلى القاهرة حيث أودعت في المتحف المصري في بولاق
5- قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ }
(ذو الأوتاد) صفة وردت في القرآن الكريم عن فرعون موسى. ويهمنا أن نعرف ما هو المقصود بالأوتاد لنعرف على مَنْ مِنَ الفراعين ينطبق هذا الوصف.
وقد جاء وصف فرعون موسى بذي الأوتاد في آيتين:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ } [ص: 12].
{وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ } [الفجر: 10-11].
وأوتاد جمع وتد، وهو ما رُزَّ في الأرض أو الحائط من خشب.
وقيل ( تفسير الألوسي جـ 23 ص 170) إن القرآن الكريم شبه هنا فرعون في ثبات ملكه ورسوخ سلطته ببيت ثابت أقيم عماده وتثبتت أوتاده، على سبيل الاستعارة،وقيل أن ذي الأوتاد وصف لكثرة الجند
ولكن يمكن قبول هذا التفسير وهو أن الأوتاد تعني الأعمدة
في هذه الحالة نجد أن رمسيس الثاني كان أكثر الفراعين إقامة للأعمدة ونضرب هنا بعض الأمثلة:
1- معبد سيتي الأول في أبيدوس
2- معبد رمسيس الثاني في أبيدوس
3-معبد الأقصر: الذي بدأه أمنحتب الثالث وأضاف إليه رمسيس الثاني فنانين بهما عدد كبير من الأعمدة يصل إلى 90 عموداً
4-قاعة الأعمدة بالكرنك: قام رمسيس الثاني بإقامة معظمها، وبها 124 عموداً مرتبة في 16 صفاً وتشغل مساحة 500 متراً مربعاً.
أعمدة معبد آمون رع الكبير بالكرنك
معبد سيتي الأول في أبيدوس
زوجات الفرعون ( رمسيس الثاني )
نفرتاري، مات نفرو ، رع إست نفرت
والثانية هي من التقطت فرعون
وأنجب ما يقرب من ٩٠ ابن وابنة
أين غرق فرعون؟؟؟
المعروف أنه غرق في البحر الأحمر ولكن هذه معلومة غير صحيحة والأدلة على ذلك
١- كلمة البحر
معظم الناس يعتقد أنه البحر الأحمر حيث ورد في القصة في القرآن الكريم في ٦ مواضع كلمة " البحر " منها
قوله تعالى:
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } (يونس: آية 90)
ويكون الرد علي هذا الكلام أن الله أطلق على جميع المسطحات المائية من بحار وأنهار ومحيطات كلمة بحر وذلك كما قال عز وجل
{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (فاطر: أية 12)
إذا أطلق على مصدر المياه العذبة أيضا وهو النهر بحر
الدليل الثاني :- كلمة " اليم "
هذه الكلمة في الأصل غير عربية وهي نوبية استعارها العبرية لغة بني إسرائيل
وفي أول مرة ذكر فيها كلمة اليم في القرآن الكريم في قصة سيدنا موسي عندما أوحي الله لأمه وذلك في قوله تعالى
{ أنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ....ۤ}
وفي هذه الآية أجمع المفسرين أن المقصود باليم هنا نهر النيل
وعند غرق فرعون ذكر أيضا أنه غرق في اليم وذلك في ٤ سور
1- سورة الأعراف فى قوله تعالى: { فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } (آية رقم 136)
2- سورة طه في قوله تعالى : { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } (آية 78)
3- سورة القصص في قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ} (آية 40)
4- سورة الذاريات في قوله تعالى: { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } (آية 40)
أذن مكان الغرق هنا هو نهر النيل لأن اسم المنطقة كانوا يطلقون عليه اليم
الدليل الثالث :- قصة السامري
حدثت قصة السامري على ضفاف النهر في العمق السوداني والدليل على ذلك قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام
:- { قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً }.
ونجد نفس التفاصيل في التوراه - في سفر التثنية - الإصحاح التاسع - الآية 21-22 حيث يقول موسى : { وأما خطيتكم العجل الذي صنعتموه فأخذته وأحرقته بالنار ورضضته وطحنته جيدا حتى نعم كالغبار ثم طرحت غباره في النهـــــر المنحدر من الجبل }.والمقصود بالجبل هنا هو جبل البركل شمال السودان وأيضا عباد الأصنام الذي مرا عليهم كانو من سكان النيل قال الله تعالي عنهم :- : { وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرٰءيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ }
الدليل الرابع :- السرعة في الحركة
وفقاً لرواية التوراة فقد :{"فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكّوت نحو ستمئة ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد. وصعد معهم لفيف كثير أيضاً مع غنمٍ وبقرٍ مواشٍ وافرة جداً } (سفر الخروج 12: آية 37 و 38).
وعندما أمر الله سيدنا موسى بالخروج قامت نساء بني إسرائيل بعملية تمويه وهو أنهم استعاروا من نساء فرعون حليهن بحجة أنهم خارجين عيد من أعياد بني إسرائيل
وخرج سيدنا موسى بقومه في أول الليل بعد أن نام فرعون وقومه
متجها جنوبا نحو منطقة السكّوت ولما بلغ فرعون الخبر في الصباح سار ومن معه مشرقين أي حين طلعت الشمس فأدركهم في العمق السوداني فضرب سيدنا موسى النهر فانفلق وعبر ولما عبر فرعون بقومه خلفه وصارو في وسط النيل التطم السيل عليهم بقوة فأغرقهم أجمعين .
عند تحليل هذا الحدث نجد أن فرق بين خروج سيدنا موسي ليلا وخروج فرعون بعد شروق الشمس سنجد الفرق من ٨ إلى ١٠ ساعات ومن المستحيل لجماعة في هذا الحجم الذي ذكرته التوراة أن تصل حدود البحرالأحمر ثم تقطع البحر الأحمر في خلال 8 أو 10 ساعات، والمسافة بين النيل وأقرب نقطة على ساحل البحر الأحمر لا تقل عن 200 كيلو. فلهذا من المستحيلات العقلية والحسابية أن تُقطع هذه المسافة في ليلةٍ واحدةٍ، وذلك لأنّ أيّ جماعةٍ ضخمة مثل هذه فيها من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والممتلكات ما فيها،تكون بطيئة الحركة ولا تزيد سرعتها عن 30 كيلو في اليوم. وهذا يعني أنّها تحتاج ل 7 أيام في أحسن الأحوال للوصول لتلك النقطة القريبة. وإذا رجعنا لسياق الآية نجده يدل بوضوح على أنّ فرعون تبعهم في الصباح عند شروق الشمس ولم ينتظر كثيراً، وذلك ظاهر في قوله تعالى: { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ}{ فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } (الشعراء 60-61). وكلمة "مشرقين" تعني وقت الإشراق لأنّ الله تعالي يقول في خبر قوم لوط " { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ } (الحجر 72-73)، أيّ في وقت الإشراق. كما أنّ "الفاء" في قوله تعالى: { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ} تفيد الترتيب والتعقيب يكون ما بعد الفاء كلاماً متصلاً ومستأنفاً يعمل بعضه في بعض بصورة متداخلة لا يفصل بينها زمن كبير. والدليل الآخر على تحرك قوم فرعون فوراً هو أن نساء بني إسرائيل قد أخذن معهن مجوهرات نساء قوم فرعون في عملية تمويه ذكرت سابقاً، فليس من المعقول أن ينتظر القوم طويلاً ومجوهرات نسائهم قد أُخذّن.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق