الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أولاً:
*فضائل الصلاة:-
للصلاة العديد من الفضائل العظيمة والفوائد التي تعود على المسلم في الدنيا والآخرة، إليكم بعض تلك الفضائل.
١_أفضل الأعمال في الإسلام بعد الشهادتين، حيث روى عبد الله بن مسعود: (قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ العملِ أفضلُ؟ قال: الصَّلاةُ لوَقتِها، قال: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: بِرُّ الوالدَينِ، قال: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولو استزَدتُه لزادني) رواه البخاري
٢_ تغسل الصلاة الذنوب والخطايا، فالصلوات الخمس كالنهر الجاري من أمام بيت المسلم، يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّاتٍ. تكفّر السيئات وتغفر الذنوب؛ حيث إنّ كلّ صلاةٍ كفارةٌ للسيئات إلى الصلاة التي بعدها. نورٌ لصاحبها في الدنيا والآخرة، كما أخرج البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمساً، هل يُبْقي من درنه شيئاً»، وفي رواية عند مسلم «هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئاً قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا
٣_ يرفع الله بالصلاة الدرجات ويحطّ الخطايا، فكلّ سجدةٍ يسجدها المسلم يرفعه الله بها درجةً، ويحطّ عنه سيئةً، وكذلك المشي إلى الصلاة، يرفع الله المسلم بكلّ خطوةٍ درجةً في الجنة، ويزيده حسنةً، ويحطّ عنه سيئةً. تعدّ الصلاة من أعظم الأسباب التي تُدخل الجنة، ويرافق العبد بسببها النبي، فقد أجاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من جاءه يطلب من مرافقته في الجنة، فأخبره بكثرة السجود.فعن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله ﷺ ومن أهل الصُّفة قال: كنت أبيت مع رسول الله ﷺ فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال: سلني فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود، رواه مسلم
٤_ما دام الرجل في مصلاه تحبسه الصلاة، فالملائكة تدعو له، وصلاة الرجل في جماعةٍ تزيد عن صلاته لوحده بسبعٍ وعشرين درجةً.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلاَةُ.
أخرجه البخاري وغيره
٥_يدخل انتظار الصلاة ضمن باب الرباط في سبيل الله تعالى، كما في حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟، قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط ) رواه مسلم
٦_وعن أبي بَصرة الغِفاري رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر وقال : " إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها ، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين " [ أخرجه مسلم ]
٧_عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تحترقون تحترقون ـ أي تقعون في الهلاك بسبب الذنوب الكثيرة ـ فإذا صليتم الصبح غسلتها ، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم الظهر غسلتها ، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم المغرب غسلتها ، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم العشاء غسلتها ، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا "
*أيضاً قال الله تبارك وتعالى عن المحافظين على صلاتهم:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) [البقرة]
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) (هود)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) (لقمان)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) (المؤمنون)
.
ثانياً:
*عقوبة تارك الصلاة:_
يحذرنا الله عز وجل على لسان نبيه محمد صل الله عليه وسلم من نتيجة ترك الصلاة.
أولاً: تركها بغير عمد؛
يقول تعالي "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ" (الماعون: 4-5)
الويل :هو وادي في جهنم لمؤخر الصلاة بدون عذر مملوء بالحيات والعقارب
"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"(مريم: 59).
والغيا: وادي في جهنم للي بيجمع الصلوات في وقت واحد
وهو وادي تستعيذ منه جهنم نفسها من شدة حرارته
ثانياً : تركها عمدا؛
يقول تعالى "ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين" (المدثر)
سقر :وادي في جهنم لتارك الصلاه ومن شدة حرارته يذوب العظام بمجرد الدخول فيه.
**قد أمرنا الله بالمحافظة على الصلاة فقال: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} [البقرة: 238]. فأي مصيبة أعظم من عدم المحافظة على الصلاة!!.
وذكرت عدة أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم تحث على عدم ترك الصلاة منها.
١_قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر" صحيح البخاري ومسلم
٢_أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود والنسائي.
٣_قال صلى الله عليه وسلم: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد» (رواه الترمذي وصححه).
. ____________________________ .
ألا تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أمته يوم القيامة بالغرة والتحجيل من أثر الوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء" رواه البخاري ومسلم و(الغرة): بياض الوجه، و(التحجيل): بياض في اليدين والرجلين. كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة، وليس عنده هذه العلامة، وهي من خصائص الأمة المحمدية، بل لقد وصف الله أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) [الفتح: 29].
كما أن ترك الصلاة من المعاصي العظيمة، ومن عقوبات المعاصي أنها: تنسي العبد نفسه، كما قال الإمام ابن القيم: فإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها، وقال أيضا: ومن عقوباتها أنها: تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل وتمنع الواصل، فإن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.. ومن عقوبة المعاصي أيضاً: سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلة عنده، فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده. ومن العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك، لعموم قوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه: 124].
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق