-->

العمل الذي يجعل عداد الحسنات لا يتوقف حتى وأنت تعصي الله


أولا :- الدعوة في القرآن الكريم
قال تعالي :- ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) "  فصلت : ٣٣ "
قال الإمام السعدي في تفسيره :- " هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلامًا وطريقة، وحالة { مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه، وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه، خصوصًا من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
قال تعالي ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) "  يوسف : ١٠٨ "
قال العلماء في قوله تعالى ومن اتبعني أي ومن آمن بي وصدقني أيضا يدعو إلى الله . هذا قول الكلبي ، وابن زيد قالوا : حق على من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه ، ويذكر بالقرآن .
قال تعالي ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) "  آل عمرن : ١٠٤ "
والمقصود من هذه الآية أن تكون مجموعة متفرغة للدعوة مثل العلماء وهذا قول الإمام بن كثير وهذا لايمنع المؤمن المتعلم أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر
قال تعالي ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) " التوبة : ١٢٢ "
قال تعالي ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) " النحل : ١٢٥ "
لينفروا كافّة: ليخرجوا إلى الجهاد جميعا 
ثانياً :- الدعوة في السنة النبوية
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بلِّغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرَج، ومَن كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأْ مقعدَه من النار))؛ رواه البخاري.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» (صحيح مسلم: 2674).
لك أن تتخيل أن يهتدي أحد بسببك فيبتعد عن المعاصي ويداوم علي خيرات وكل هذا في ميزان حسناتك تخيل كم الحسنات فماذا تنتظر بعد هذا 
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لعلي رضي الله عنه   ” فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النَّعَم”. رواه البخاري، ومسلم .
وحمر النعم كانت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم من أنفس الأشياء لك أن تتخيل رجلا واحد يُهدي بسببك خير من حمر النعم
ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وفي رواية: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
وتغير المنكر بالقلب أن يدعو بالهداية لمن يفعله ويتمنى له الهداية
ثالثاً :- الدعوة في كلام السلف الصالح

قال شجاع بن الوليد : «كنت أخرج مع سفيان الثوري فما يكاد لسانه يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهبًا وراجعًا» .
لدعمنا عبر باتريون للإستمرار
TAG

عن الكاتب :

هناك تعليق واحد

  1. مقال جميل جدا وربنا يجعله في ميزان حسناتك يا سيد وربنا يوفقك يااخويا

    ردحذف

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *