توقفنا في المقال السابق عندما تحولت القبلة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام وهنا نكمل بفتح بيت المقدس حيث اختار سيدنا أبوبكر الصديق سيدنا عمرو بن العاص ان يتوجه الى فلسطين ولعل السبب في ذلك أن أم عمرو بن العاص كانت من قبائل تعيش قرب فلسطين فهو أعلم بالديار من غيره أو بسبب ذكائه وخبرته في الحروب وفي حروبه في فتح فلسطين لم يقترب من القدس حتى انتهي من جميع المدن ولم يبقي سوي قيسارية والقدس ففضل فتح القدس وكان الرومان معسكرون قبل القدس بمسافة بقيادة أرطبون وعندما علم عمر بن الخطاب بذلك قال إذا رمونا بأرطبون الروم فقد رميناهم بأرطبون العرب
أراد عمرو بن العاص أن يعرف أخبار وأعداد جيش الروم فأراد أن يرسل رسول لذلك ولكنه خاف أن يأتي له بصورة غير صحيحة فتنكر هو في صورة رسول وذهب إلى أرطبون الروم وناقشه وبسبب كلامه في الحوار أدرك أرطبون أن هذا اما قائد او مستشاره فأراد أرطبون أن يقتله وعندما علم عمرو بن العاص بذلك أراد أن يخرج من ذلك بحيلة فقال لأربطون إنني أنا وعشرة من أقراني نشير علي أميرنا بما ينبغي أن يفعله وأنا لا أستطيع أن آخذ رأيا واحد في هذه القضية فأذن لي أن أذهب إلى قومي وأتي بالعشرة فإذا تحدثنا معك أخذنا رأيا قاطعاً ، ففكر أرطبون في كلامه ثم قال نتركه يأتي بالعشرة ونتخلص منهم أفضل من أن نتخلص من واحد فقط فخرج عمرو بن العاص وأقسم ألا يعود أبدا وعندما علم عمر بن الخطاب أذهل من شدة ذكائه وبعدها علم أرطبون أنه عمرو بن العاص وأنه خدعهم فقال هذا ليس في الرجال مثله وبعدها جهز عمرو بن العاص جيشه وعندما تطلع على حصون القدس وأدرك مدي قوتها أرسل إلي أبي عبيدة بن الجراح قائد جيوش الشام يطلب منه المدد فأتي ابي عبيدة وأرسل إلى يزيد بن أبي سفيان أن يتحرك من لبنان إلي القدس ومعه معاوية بن أبي سفيان وأرسل إلى خالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وتجمعت الجيوش الإسلامية حول القدس وحاصرته وعندما أتي أبي عبيدة كبر الجيوش تكبير عالياً سمعه الروم بالقدس فقال بطريرك الروم هذا الرجل إن كان أميرهم وكانت صفته كما ذكرت عندنا في الكتاب فإن البلد تسلم لا محالة ،فقال للناس إنني سأذهب وأفتح له الباب لأنه لا أمل في المقاومة إن كان هو الرجل فلما ذهب إلى ابي عبيدة وجد أنه ليس الرجل المذكور عندهم فعاد إلي قومه وقال اثبتو علي قتالكم إنه ليس الرجل وبعدها بدأت حرب شرسة وفي أثناء الحرب ادرك البطريرك أنهم سيموتون بعد يومين او ثلاث جوعا فبدأ يعود من جديد ويطلب من أبي عبيدة بن الجراح المحادثة وسأل أبي عبيدة بن الجراح عن صفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يعيش في المدينة فقال أبي عبيدة صفات عمر بن الخطاب فقال هذه صفات الرجل الذي عندنا ماذا تريدون منا فقال أبي عبيدة إما الإسلام وإما الجزية وإما القتال فقال البطريرك فإنا نوافق علي الجزية علي أن يأتي عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح
ماذا حدث بعد ؟ هذا ماسنعرفه في المقال القادم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق