تحدثنا في المقال السابق عن جهود عماد الدين زنكي في مواجهة الصليبيين وذلك حتى مقتله علي ضيد أحد خدمه وذلك عام ٥٤١ ه .
لكن بعد مقتل عماد الدين زنكي عوض الله المسلمين خير عِوض حيث خلف نور الدين محمود أباه الذي قال فيه ابن الاثير " طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الاسلام وفي الإسلام وإلي يومنا هذا فلم أري بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن سيرة من الملك العادل نور الدين محمود "
تولي نور الدين محمود الحكم وعمره ٣٠ عاما لقبه الخليفة العباسي بألقاب كثيرة منها السلطان والملك العادل والعالم والعامل والمجاهد ومحي العدل .
من مقولاته العظيمة قوله في معركة حالم " اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودا "
بمقتل عماد الدين زنكي رأي الصليبيون أن الفرصة متاحة لهم ليستعيدو إمارة الرها فاتفقوا مع سكان الإمارة أن يغزو معهم ضد المسلمين لكن نور الدين محمود هزمهم هزيمة ساحقة بعدها أدرك الصليبيون أنهم لن يستطيعوا أن يواجهوا نور الدين محمود بجيوشهم الحالية فطلبوا المدد من أوروبا فبدأ البابا أوجنيوس الثالث يجهز مايعرف في التاريخ بالحملة الصلبية الثانية وكانت الحملة الصليبية الأولي التي أرسلها البابا أوربان الثاني نجحت في احتلال بيت المقدس.
كان علي رأس الحملة الصليبية الثانية الملك لويس السابع ملك فرنسا وكونرد الثالث ملك ألمانيا والنمسا عبر الجيش الألماني أوروبا والقسطنطينة ووصل أسيا الصغري وفي طريقهم حاول ايمانويل بن الكسيس كومنين أن يعطلهم وكان إمبراطورا للدولة البيزنطية بعد أبيه ونجح في تقليل عدد الجيش الألماني وكان هذا الهجوم من ايمانويل بسبب خوفه علي أملاكه منهم كما أنهم في الحملة الأول6لم يفيدو الدولة البيزنطية بشيئ وتصادم الجيش الألماني أيضاً مع السلاجقة ومع الروم ووصل إلي أرض الشام من الجيش الألماني ٥ الاف فقط وكان قد خرج من ألمانيا ٢٠٠ ألف لكن جيش فرنسا سلك طريق البحر ووصل سالما الي بيت المقدس وبعد وصول الحملة الثانية اتفق الصلبيون علي اسقاط دمشق وجعلها تحت حكمهم فأرسل حاكمها الي سيف الدين غازي حاكم الموصل وشقيق نور الدين محمود أن يغيثه وجهز سيف الدين غازي الجيوش واتجه إلى دمشق وفي طريقه أخذ معه نور الدين محمود وجيشه وفي طريقهم أرسل حاكم دمشق للصليبين إلم ترجعوا سأسلم دمشق لسيف الدين غازي ونور الدين محمود ويحاربوكم هم فخافوا وانسحبوا وكانوا في هذا الوقت محاصرين لدمشق فانسحبوا من حولها ورجعوا الي بلادهم وبذلك فشلت الحملة الصليبية الثانية وانتصر نور الدين محمود في عدة معارك علي الصلبيين وفي إحدي المعارك قتل نور الدين محمود ريموند ملك انطاكية وفي عام ٥٤٨ سقطت عسقلان في أيدي الصلبيين وارسل سكانها رسالة استغاثة الي نور الدين محمود لكن وقفت عقبة أمام نور الدين محمود الا وهي دمشق ففكر نور الدين محمود من ضم دمشق وفي عام ٥٤٩ ه حاصر دمشق وفتحها واستقبل اهل دمشق نور الدين محمود استقبالاً حافلا وبذلك ضم نور الدين محمود دمشق الي قوة العالم الاسلامي وجعلها عاصمة له وفي عام ٥٥٨ ه توفي بلدوين حاكم بيت المقدس أموري أو عموري في المراجع العربيه وبدأ نور الدين محمود في ضم مصر حتي يستطيع التغلب عليها لكن مصر في هذا الوقت كانت تحكمها الدولة العبيدية " الدولة الفاطمية " وكان شئ صعب أن يضم نور الدين محمود مصر لكن حدث حدث جعلته ضمها اليه تري ماهذا الحدث هذا ماسنعرفه في المقال القادم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق