تحدثنا في المقال السابق عن شخصية نور الدين محمود وجهوده ضد الصليبيين حتى تفكيره في ضم مصر .
في عام ٥٥٨ه عندما عزم نور الدين محمود علي ضم مصر حدثت فتنة في مصر بين العبيديين شاور وضرغام ، وضرغام استعان بالصليبيين ولم يجد شاور من يستغيث به فاستغاث بنور الدين محمود.
رأي نور الدين محمود هذه الاستغاثة فرصة لضم مصر وبدأ في مراسلة مع شاور ووافق أن يساعده وأرسل له الجيوش وكان على رأس الجيوش أسد الدين شيركوه وهو عم صلاح الدين الأيوبي وكان صلاح الدين الأيوبي عمره ٢٥ عام وأعجب به نور الدين محمود فأرسله مع الجيش واستطاع هذا الجيش الإنتصار لكن بمجرد عودة شاور لحكمه حدثت خيانة حيث تواصل شاور مع الصليبيين ليرجعوا أسد الدين شيركوه إلى الشام وكان نور الدين محمود في نفس الوقت يحارب بجيش آخر ضد الصليبيين في أنطاكية في موقعة حارم وكان يواجه الصليبيين من أنطاكية وطرابلس وفرقة من الرومان البيزنطيين ولكنه انتصر عليهم وذلك عام ٥٥٩ ه وأثر أمير طرابلس وأسر أمير الرومان لكن أسد الدين شيركوه كاد أن يهلك جيشه في مصر ضد الصليبيين ولم يكن يعلم بهذا الإنتصار فعقد اتفاقية مع الصليبيين أن يتركوه يعود إلى الشام بسلام .
لكن بعد ذلك حاول أسد الدين شيركوه أن يضم مصر للمرة الثانية ففشل فحاول مرة أخرى ونجح ووضع شاور للمحاكمة وقُتل بتهمة الخيانة .
وكان الحاكم العبيدي العاضد بالله لم يجد غير أن يجعل أسد الدين شيركوه رئيس الوزارة وبعد شهرين مات أسد الدين شيركوه وجعل العاضد صلاح الدين الأيوبي مكانه لأنه رأه شاب صغير يستطيع أن يسيطر عليه وكان عمره صلاح الدين في هذا الوقت ٢٧ سنة ، لكن خاب ظن العاضد في ذلك حيث بدأ صلاح الدين يعيد الأوضاع في مصر لصالح نور الدين محمود وفي عام ٥٦٧ ه استطاع صلاح الدين الأيوبي أن يسقط الخلافة العبيدية " الفاطمية " في مصر بعد مرور ٢٠٨ سنة من احتلالها مصر واستطاع صلاح الدين أن يسقطها بالفعل وفي عام ٥٦٩ ه توفي نور الدين محمود في دمشق فخلفه صلاح الدين الأيوبي ولكن صلاح الدين فوجئ بأن وُضع علي حكم حلب إسماعيل بن نور الدين محمود وهو لايزال صغيرا عمره ١١ سنة فقط ووجد أن الصليبيين حاصروا قلعة بن ياس وهي قلعة إسلامية في سوريا صاحبها شمس الدين بن المقدم ولما حاصر الصليبيين القلعة قرر شمس الدين دفع الجزية للصليبيين ليتركوه وهذا أيضاً أغضب صلاح الدين كما أغضبه أمر ابن نور الدين محمود الذي وُضع على حكم حلب تري ماذا فعل صلاح الدين بعد ذلك هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق